21 - دخول النبي صلي الله عليه وسلم الكعبة
في العام الذي فتح فيه النبي صلي الله عليه وسلم مكة المكرمة دخل النبي صلى الله عليه وسلم
الكعبة المشرفة وأمر بإزالة الأصنام والصور التي فيها وكبر في نواحي الكعبة وصلى فيها
وروى أبو داود الطيالسي في مسنده عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عمير
مولى ابن عباس عن أسامة قال " دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة فرأى
صورا لإبراهيم عليه السلام , فدعا بدلو من ماء فأتيته به فضرب به الصور " وكانت هنالك
صورا للسيدة مريم وهي تحمل إبنها المسيح عليه السلام وعن عبد الله بن عمر أَنَّهُ قَالَ دَخَلَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلال وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ فَأَغْلَقُوا
عَلَيْهِمْ فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ فَلَقِيتُ بِلال فَسَأَلْتُهُ هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْن
وكان ذلك نهارا إذ ان الكعبة لا تفتح قط ليلا وقد اجاز النبي صلي الله عليه وسلم ذلك للحجبة
وأقرهم عليه وقد رفض حاجب الكعبة أن يفتح للسيدة عائشة الكعبة في الليل لتصلي فيها
22 - تعظيم القسم برب الكعبة
تعظيما للبيت فقد أضيفت في القسم فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يقسم برب الكعبة وأقسم
برب الكعبة ميكائيل والملائكة وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب وعثمان بن عفان وكعب
الاحبار والحسن البصري وأبوملحان الأنصاري عندما طعن بالرمح واستشهد قال فزت ورب
الكعبة
وفي حديث صحيح الاسناد عن قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة قالت: إن حبرا جاء إلي النبي
صلَّى الله عليه وسلم-. فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله، وشئت، وتقولون: والكعبة
فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم-: (قولوا: ما شاء الله، ثم شئت، وقولوا: ورب الكعبة
23- تعظيم الجاهلية للكعبة
ذكرنا أن من تعظيم العرب للكعبة أنهم كانوا يخالفونها في البنيان ولا يستطيلون عليها , وكانوا
يعقدون فيها الاتفاقيات ويتحالفون فيها , وذكروا أن المعلقات السبع كانت معلقة بالكعبة، وذلك أن
لشأنها، فاجتمع من ذلك هذه المعلقات السبع، فالأولى لامرئ القيس بن حجر الكندي ومن تبعه
من الشعراء .
وعندما فشا امر الاسلام والنبوة قاطعت قريش بني هاشم وحاصرتهم في الشعب وضيقت عليهم
كتبوا بذلك صحيفة ألا يبيعوا ولا يشتروا ولا يتزوجوا ولا يزوجوا لبني هاشم ، ما لم يترك النبي
صلي الله عليه وسلم دعوته أو تسلمه بني هاشم لقريش لتقتله ، ووضعوا الصحيفة في جوف
الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة النضر بن الحارث فدعا عليه رسول الله صلي
الله عليه وسلم فأصابه شلل في أصابعه . وقد أكلت الأرضة هذه الصحيفة الظالم .
24 - سيول الكعبة
وأخرج الأزرقي عن كثير بن أبي كثير بن المطلب بن أبي وداعة السهمي عن أبيه عن جده قال:
كانت السيول تدخل المسجد الحرام من باب بني شيبة الكبير قبل أن يردم عمر الردم الأعلى،
فكانت السيول ربما رفعت المقام عن موضعه وربما حركته إلى وجه الكعبة حتى جاء سيل ( أم
نهشل ) في خلافة عمر بن الخطاب، فاحتمل المقام من موضعه هذا فذهب به حتى وجد بأسفل
مكة، فأتي به فربط إلى أستار الكعبة، وكتب في ذلك إلى عمر، فأقبل فزعا في شهر رمضان وقد
عفى موضعه وعفاه السيل، فدعا عمر بالناس فقال: أنشد الله عبدا علم في هذا المقام.
فقال المطلب بن أبي وداعة: أنا يا أمير المؤمنين عندي ذلك، قد كنت أخشى عليه هذا فأخذت قدره
من موضعه إلى الركن، ومن موضعه إلى باب الحجر، ومن موضعه إلى زمزم بمقاط وهو عندي
في البيت.
فقال له عمر: فاجلس عندي وأرسل إليه. فجلس عنده وأرسل فأتي بها، فمدها فوجدها مستوية
إلى موضعه هذا، فسأل الناس وشاورهم فقالوا: نعم، هذا موضعه.
فلما استثبت ذلك عمر وحق عنده أمر به، فأعلم ببناء ربضه تحت المقام ثم حوله، فهو في مكانه
هذا إلى اليوم. وقد بلغت السيول التي أحاطت بالكعبة المشرفة خمسة وثمانين سيلا مات فيها
خلق كثير من الحجاج وأهل مكة , ومن الطرائف أن الماء كان عندما يحاصر الكعبة كان بعض
الحجاج يطوفون سباحة ومنهم كان الخليفة عبد الله بن الزبير .
25 - استجابة الدعاء في الكعبة
وأخرج الأزرقي عن الحسن البصري قال: ما أعلم بلدا يصلى فيه حيث أمر الله عز وجل نبيه
صلى الله عليه وسلم إلا بمكة. قال الله {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} قال: ويقال: يستجاب
الدعاء بمكة في خمسة عشر. عند الملتزم، وتحت الميزاب، وعند الركن اليماني، وعلى الصفا،
وعلى المروة، وبين الصفا والمروة، وبين الركن والمقام، وفي جوف الكعبة، وبمنى، وبجمع،
وبعرفات، وعند الجمرات الثلاث. ( خمسة من هذه الأماكن من الكعبة )
26 - العدوان على الكعبة
إن أكبر عدوان وقع على الكعبة كان إدخال عبادة الأصنام فيها وتحريف دين إبراهيم عليه السلام
العرب وهو أول من أطعم الحجاج اللحم ووهب لهم الكساوي , وقد جلب صنم هبل من الشام
وأدخله في جوف الكعبة وجعل له السدنة .
وقال النبي صلي الله عليه وسلم : رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندق يجر قصبه في النار
, والقصب هي الأمعاء . ومن العدوان الظلم الذي وقع من قبيلة جرهم الى الحد الذي جعل احدهم
يزني في الكعبة فمسخهم الله تعالى إالى حجرين هما اساف ونائلة وقد عبدا من بعد , وعندما
تفشى ظلم جرهم نضبت ماء زمزم وعمد احد صالحيهم إلى كنوز الكعبة فدفنها في بئر زمزم حتى
حفرها عبد المطلب ووجدها في القصة المشهورة .
ومن العدوان على الكعبة أن القرامطة من فرقة الإسماعيلية، ( لانتسابهم إلى إسماعيل الأعرج
بن جعفر الصاد (ـ وبقيادة أبو طاهر القرمطي , هاجموا المسجد الحرام يوم التروية فقتلوا ألف
وتسعمائة من الحجيج في وسط المسجد حول الكعبة وكسروا الحجر الأسود واقتلعوه من موضعه،
وذهبوا به إلى بلادهم هجر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ثم لم يزل عندهم إلى سنة تسع وثلاثين
وثلاثمائة، فمكث غائباً عن موضعه من البيت ثنتين وعشرين سنة وذلك نتج من ضعف الخلافة
الاسلامية ومن العدوان السرقات المتكررة لبيت الله الحرام ويقال إن أول من قطعت قريش يده
في الجاهلية رجلاً يقال له (دويك) مولى لبني عليج بن عمرو بن خزاعة لأنه سرق كنز الكعبة
المشرفة، فحكموا عليه بالقطع , وقالوا إن جريمة السرقة أكبر منه ولا شك أن معه مشاركين من
جهات أخرى .
27 - هدم الكعبة
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه , عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه
قال : يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْ نِ مِنْ الْحَبَشَةِ وأخرج ابن أبي شيبه عن علي ابن أبي طالب
قال كأني أنظر إلى رجل من الحبش. أصلع، أجمع، حمش الساقين، جالس عليها وهو يهدمها
وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن عمرو قال: كأني به. أصيلع، أفيدع، قائم عليها، يهدمها
بمسحاته. وأخرج ابن أبي شيبه والحاكم وصححه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم
قال "يبايع رجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن
هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه
وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال: من آخر أمر الكعبة أن الحبشة يغزون البيت
، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا شرقية فلا تدع لله عبدا في قلبه مثقال ذرة من
تقى إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس
28- حرق الكعبة بالمنجنيق
وفي الصراع على الخلافة وملك الحجاز بين عبد الله بن الزبير والأمويين ,حاصر الحجاج بن
يوسف مكة المكرمة ونصب المنجنيق على جبل أبي قبيس المطل على الكعبة وضرب الكعبة
بالمنجنيق مما أدى لاحتراق أستار الكعبة , ومات في ذلك عدد كبير من الناس من بينهم أحد
الصحابة .
وقد وضع عبد الله بن الزبير حواجز لحماية الحجر الأسود من قصف المنجنيق فاشْتَعَلَتِ النّيرانُ
في أَسْتارِ الكعبة حتى أَسرعت فيها، فجاءت سَحابةٌ من نحو جُدّةِ فيها رَعْد وبَرْق مرتفعة كأَنها
مُلاءة حتى استوت فوق البيت، فَمَطَرَتْ فما جاوز مطَرُها البيتَ ومواضِعَ الطَّوافِ حتى أَطفَأَتِ
النَّارَ، وسالَ الميزابُ في الحِجْر ثمَّ عَدَلَتْ إِلى أَبي قُبَيْس فرمت بالصَّاعقة فأَحرقت المَنْجَنِيق وما
فيه.
وأخرج الأزرقي عن أبي المرتفع قال: كنا مع ابن الزبير في الحجر، فأول حجر من المنجنيق وقع
في الكعبة سمعنا لها أنينا كأنين المريض: آه آه. وأخرج الجندي عن مجاهد قال: رأيت الكعبة في
النوم وهي تكلم النبي صلى الله عليه وسلم وهي تقول: لئن لم تنته أمتك يا محمد عن المعاصي
لأنتفضن حتى يصير كل حجر مني في مكان.
وقد ثار عبد الله بن عمر وهاجم الحجاج بن يوسف لنصبه المنجنيق وحرقه للكعبة، وقتله لعبد الله
بن الزبير، فأمر الحجاج بقتله، فضربه رجل من جيش الحجاج بسهم وادعى عدم القصد في ذلك
، فلما بلغ الحجاج الخبر زار عبد الله بن عمر فقال له ابن عمر: أنت قتلتني، والآن تجيئني
عائدا! كفى بالله حكما بيني وبينك.
وفي هذا الحادث المأساوي إحترقت قرنا الكبش الذي فدى به الله تعالى إسماعيل عليه السلام من
الذبح , وكانت قرناء الكبش معلقة في الكعبة أربعة آلاف عام
29 اصحاب الفيل وتخريب الكعبة
قال ابن إسحاق في سيرته أن رجلا من كنانة تبرز وتغوط في كنيسة أبرهة الحبشي والتي تسمى
بالقليس , وقالوا لأبرهة أن الذي فعل ذلك رجل من أهل هذا البيت الذي تحجه العرب بمكة فعزم
على هدم الكعبة المشرفة .
وجهز جيشا وخرج قاصدا البيت الحرام وهزم في طريقه جيشا لأهل اليمن ,وجيشا آخر لقبيلة
خثعم , واستسلم له أهل الطائف , وبعثوا معه دليلا لمكة المكرمة يسمى أبا رغال وكانت العرب
ترجم قبره كلما مرت به لخيانته للبيت . فلما وصل جيش أبرهة لمكة المكرمة أصاب مائتي بعير
لعبد المطلب بن هاشم
وقابل عبد المطلب أبرهة وطلب منه أن يرد المائتي بعير ، فقال له أبرهة : كنت أنتظر منك أن
تحدثني عن عدم هدم البيت الذي تطوفون حوله فقال له عبد المطلب أنا رب الابل وللبيت رب
يحميه , فارجع إليه أبرهة الابل التي أصابها جيشه .
فلما انصرفوا عنه، انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة،
والتحرز في رؤوس الجبال، خوفاً عليهم من معرة الجيش.
ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على
أبرهة وجنده. وقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
اللهم إن العبد يمنع * رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك
إن كنت تاركهم * وقبلتنا فأمر ما بدا لك
قال ابن هشام: هذا ما صح له منها. وقال ابن إسحاق: ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة،
وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال يتحرزون فيها، ينتظرون ما أبرهة فاعل، فلما
أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله، وعبى جيشه، وكان اسم الفيل: محموداً. فلما وجهوا
الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه، فقال: ابرك محمود،
وارجع راشداً من حيث أتيت، فإنك في بلد الله الحرام. وأرسل أُذنه فبرك الفيل.
قال السهيلي: أي سقط إلى الأرض، وليس من شأن الفيلة أن تبرك، وقد قيل: إن منها ما يبرك
كالبعير، فالله أعلم. وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى
فضربوا رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى، فادخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبى،
فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق
ففعل مثل ذلك، ووجوه إلى مكة فبرك.
وأرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار
يحملها: حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحداً إلا
هلك، وليس كلهم أصابت.
وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي منها جاءوا، قال ابن إسحاق: فخرجوا يتساقطون بكل
طريق ويهلكون بكل مهلك على كل منهل.
وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة، كلما سقطت أنملة اتبعتها منه مدة
تمت قيحاً ودماً حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه
فيما يزعمون. وكان ذلك في العام الذي ولد فيه النبي صلي الله عليه وسلم .
قال ابن إسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة أنه حدث أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض
العرب ذلك العام، وأنه أول ما رؤى بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعشر ذلك العام.
30 - سرقة الكعبة المشرفة
المالكية قالوا: من سرق شيئاً من داخل الكعبة المشرفة، فإن كان في وقت أذن له بالدخول فيه لم
يقطع، لأنه لا حرز في حقه، وإلا قطع أن أخرجه لمحل الطواف، ومما فيه القطع ما عليها، وما
علق بالمقام، ونحو الرصاص المسمر في الأطين. الشافعية قالوا: يقطع من سرق ستر الكعبة إن
خيط عليها لآنه حينئذ محرز.
الحنابلة قالوا: إن من سرق شيئاً من أستار الكعبة، أو من داخلها وكان يساوي ثمنه نصاباً فإنه
يجب عليه القطع، لأنه انتهك حرمة بيت الله تعالى فدل ذلك على ضعف إيمانه وعدم معرفته بعظمة
حرمة الكعبة المشرفة، ونسبتها إلى الله تعالى، فيجب أن يشدد عليه ويقطع بسرقته.
الحنفية قالوا: من سرق من أستار الكعبة ما يبلغ ثمنه مقدار نصاب فلا يجب عليه القطع، لأنه لا
مالك له، ولأنه ربما قصد بها التبرك.
وقيل: إن القطع في سرقة ستارة الكعبة على الخواص الذين قوي إيمانهم، وعرفوا عظمة حرمة
بيت الله الحرام، ونسبة الكعبة إلى رب العزة تبارك وتعالى، لما ورد في الحديث من تغليظ
العقوبة على السارق في الحرم، أما رعاع الناس وعوامهم الذين غلظ حجابهم وجهلوا كونهم في
حضرة اللّه تعالى، وغابوا عن تتضيمها، فإنهم يعزرون، ولا يقطعون بسرقة بعض أستارها.
وقال عبد الله بن زرارة أن من يأكل أموال الكعبة يشدد عليه في النزع عند الموت .
وقد تعرضت الكعبة لسرقات كثيرة على مر تاريخها ومنذ ولاية قبيلة جرهم للبيت عندما حاول
حارس الكعبة سرقة كنزها فأطبقت عليه بئر الكعبة التي فيها الكنوز حتى جاء الناس وافتضح
أمره وسموا بئر الكعبة الأخسف . ويقال أنه ومنذ ذلك الوقت أسكن الله ثعبان في بئر الكنز ولم
يخرج هذا الثعبان إلا بعد 500 عام في ولاية قريش للكعبة
أخوكم رضا البرادعي
عضو الجمعية العلمية للدعوة والثقافة الإسلامية