حقوق وواجبات الزوج و الزوجة في الاسلام
--------------------------------------------------------------------------------
الزوج الصالح
1: النفقة وتقدر بالمعروف لقوله تعالى: (لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله) (الطلاق/7). وقوله تعالى : ]وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف[ (البقرة/233). وفي الحديث المتفق عليه عن ابن مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة». وفي الصحيح عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت». وفي رواية مسلم: «كفى بالمرء إثما أن يحبس عمن يملك قوته». وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينـزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً». وعن أبي هريرة عند البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عند ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله». وفي الحديث المتفق عليه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك». وعند مسلم من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك». وعند مسلم من حديث ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله». وفي الصحيح عند الحاكم وابن حبان وأحمد وغيرهم عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: «أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت». ومن حديث عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه عند الترمذي وقال حسن صحيح أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول: «... وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن».[][/][/justify]2:
العشرة الحسنة.
عن أبي هريرة عن ابن حبان في صحيحه والترمذي وقال حسن صحيح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً». وعند الترمذي وقال حديث حسن وعند الحاكم وقال صحيح على شرطهما عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله». وعنها عند ابن حبان في صحيحه قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»، وأخرجه ابن ماجة بنفس اللفظ عن ابن عباس والحاكم عن ابن عباس
3: المداراة.
أخرج ابن حبان في الصحيح عن سَمُرَة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها». وفي المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء». وفي رواية لمسلم: «إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها».
4: المبيت.
إن كان الرجل متفرداً أي ليس تحته إلا امرأة واحدة فعليه، وهو مقيم أن لا يقل مبيته عندها عن ليلة من كل أربع ليالٍ، والدليل على أن المبيت الواجب ليلة من كل أربع الإجماع فقد أخرج عمر بن شبه عن الشعبي أن كعب بن سوار كان جالساً عند عمر بن الخطاب فجاءت امرأة فقالت يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلاً قط أفضل من زوجي والله إنه ليبيت ليله قائماً ويظل نهاره صائماً فاستغفر لها وأثنى عليها واستحيت المرأة وقامت راجعة فقال كعب يا أمير المؤمنين هلا أعديت المرأة على زوجها؟ فجاء فقال لكعب اقض بينهما فإنك فهمت من أمرها ما لم أفهم قال فإني أرى كأنها امرأة عليها ثلاث نسوة هي رابعتهن فأقضي له بثلاث أيام ولياليهن يتعبد فيهن ولها يوم وليلة فقال عمر والله ما رأيك الأول بأعجب إلي من الآخر اذهب فأنت قاضٍ على أهل البصرة وفي رواية فقال عمر نعم القاضي أنت. وهذه القضية انتشرت فلم تنكر فكانت إجماعاً. وإن كانت له زوجتان أو أكثر لزمه التسوية بينهن لحديث أبي هريرة المروي في السنن وغيرها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط». وفي رواية: «وشقه مائل» والميل المنهي عنه هو ما ورد في قوله تعالى: ]فلا تميلوا كل الميل[ (النساء/129) وكل الميل هو الفعل مع الهوى، أما الهوى وحده في القلب دون أن يظهر فمما لا يملك الإنسان، لما أخرجه أصحاب السنن من حديث عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل ويقول: «اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك».
5 : أن يعطيها حقها بالمعروف.
لقوله تعالى: ]ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف[ (البقرة/228) والمعروف هو إعفاء صاحب الحق من المؤنة في طلبه وأداؤه إليه بطيب النفس لا بصيرورته إلى طلبه، ولا تأديته بإظهار الكراهية لتأديته.
6: الدفاع عنها كعرض.
إذا تزوج الرجل المرأة أصبحت عرضه فيجب عليه الدفاع عن هذا العرض ولو أدى إلى قتله لقوله صلى الله عليه وسلم: «من قتل دون عرضه فهو شهيد». وهذا إخبار أريد به الطلب، وهو طلب جازم.
7: لا يفشي سر المرأة.
أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أشر الناس عند الله منـزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها». وروى ابن قدامة في المغني عن الحسن قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرجال والنساء فأقبل على الرجال فقال: «لعل أحدكم يحدث بما يصنع بأهله إذا خلا» ثم أقبل على النساء فقال: «لعل إحداكن تحدث النساء بما يصنع بها زوجها» قال فقالت امرأة إنهم ليفعلون وإنا لنفعل فقال: «لا تفعلوا فإنما مثل ذلكم كمثل شيطان لقي شيطانه فجامعها والناس ينظرون». وروى أبو داود مثله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
8: لا يعاقب إلا عقوبة مشروعة.
والعقوبات المشروعة مذكورة في قوله تعالى: ]واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن[ (النساء/34) وللزوج أن يقتصر على واحدة من هذه العقوبات وله أن يجمعها لأن الواو لمطلق الجمع. والوعظ أن يخوفها بالله عز وجل وبما يلحقها من الضرر بسقوط النفقة والقسم. والهجر يكون في المضجع ويكون بهجر الكلام، فإذا كان بالكلام أي هجر كلامها فلا يحل له أن يزيد عن ثلاث لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». أما هجر المضجع فيجوز أن يزيد عن ثلاث أما الضرب المرخص فيه فهو الضرب غير المبرح كما ورد في حديث عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه عند الترمذي وقال حسن صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حجة الوداع: «ألا واستوصوا بالنساء خيراً فإنما هن عوان عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح...» الحديث، ومعنى عوان أي أسيرات، والفاحشة المعصية، والضرب المبرح هو الشاق الشديد. وأخرج مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه صلى الله عليه وسلم قال في خطبته بعرفة: «فاضربوهن ضربا غير مبرح». ويكره ضرب الوجه لما رواه أبو داود بإسناد حسن عن معاوية بن حبدة القشيري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت». والتقبيح هو أن يقول قولاً قبيحاً أو يشتمها أو أن يقول قبحك الله. أما لعنها أو لعن أهلها أو غيرهم فهو حرام.
9: لا يبغضها.
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخر أوقال غيره». "لا" في الحديث ناهية لا نافية والمعنى أنه لا ينبغي للمؤمن أن يبغض زوجته المؤمنة لأنه إن وجد فيها خلقاً يكرهه وجد فيها خلقاً يرضاه، كأن تكون بخيلة أو فيها حدة لكنها صادقة عفيفة مطيعة، ووجود الصفات الحسنة المرضية ينبغي أن تكون مانعة من البغض.
10: تأديبها وتعليمها.
قال تعالى: ]قوا أنفسكم وأهليكم ناراً[ (التحريم/6) قال علي t في تفسيرها علموهم أدبوهم. ومقتضى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر المتفق عليه: «والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته» يوجب على الرجل أن يأمر أهله وينهاهم وأن يحرص على وقايتهم من النار .
(الزوجة الصالحة)
الزوجة الصالحة مفتاح السعادة، ونعمة الله الكبرى على زوجها
فالحياة الزوجية حياة المشاركة وليست حياة التباعد.. وهي حياة الاقتراب والالتصاق وليست حياة الاستغلال، وهي حياة التعبير الحر الصادق التلقائي وليست حياة الانغلاق على الداخل.
فالزواج يعني أنكما معاً في قارب واحد في مواجهة البحر بكل تقلباته، وعلى الزوجين معاً أن يتحبب كل منهما للآخـر.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما العلم بالتعلم، والحلم بالتحلم، والصبر بالتصبر".
ولتعلم الزوجة أن قناعتها ورضاها سبب من أسباب رضوان الله عليها، وإذا ماتت الزوجة وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة.
ولنتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما سبب فحرام عليها رائحة الجنة".
لقد سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أي النساء خير؟ فقال: "التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره" (سنن النسائي).
ويوضح هذا الحديث سائر الواجبات المنوطة بالمرأة إزاء زوجها، فالرجل يعود إلى البيت آخر النهار بعد أن يكون قد واجه قسوة الأحداث في الخارج، والزوجة الصالحة تخفف عنه وتغمره بالحنان.
والزوجة المخلصة تصبح مؤتمنة لزوجها في شؤونه كافة، وتصون نفسها لأجل زوجها فقط، وتدرك احتياجاته ومتطلباته، كما أنها ثرية العقل غنية الروح، تعيش الحياة بفهم.. يكمن جمالها في جمال عقلها ورونق روحها.. هي الزوجة التي تملك طباعاً هادئة، ونفساً طيبة.. تحرص كل الحرص على مشاعر زوجها من خلال سلوكها العاطفي الراقي تستند حياتها كلها إلى قيم عليا رفيعة من صدق وأمانة وتواضع وتسامح، كما أنها زوجة تقية مؤمنة بالله.
والمرأة تحتاج إلى أن تشعر بأن زوجها يقف بجانبها بكل طاقاته وإمكاناته لحمايتها، والدفاع عنها، وتوفير الحياة الآمنة لها.
ولكي تكون من أنجح الزوجات إن شاء الله ستوضح لك نقاطاً صغيرة فيها خلاصة السعادة الزوجية:
فليكن اعتمادك أولاً وآخراً على الله سبحانه وتعالى.
احفظي الله يحفظك واشكريه يزدك.
حافظي على زوجك فهو الآن أقرب إليك من والدك ووالدتك.
حافظي على صورتك الجميلة في عينيه دائماً.
حافظي على رائحتك الطيبة في أنفه دائماً.
حافظي على شرفك وشرفه فإنهما شرفٌ واحد.
لا تبدي جمالك وزينتك لغيره.
كوني دائماً صريحة في القول والفعل.
لبي له جميع رغباته مادامت في حدود الشرع.
الطريق إلى قلب الرجل ليس الطعام دائماً بل أسلوب الكلام الجيد.
لا داعي للعصبية.
بيتك هو مملكتك.. وأنت والبيت ملك لزوجك.
حافظي على نقوده، وكوني وسطاً لا إسراف ولا بخل.
رتبي وقتك لتكوني معه حينما يستيقظ وحينما ينام.
لا تحبي ما يكرهه ولا تكرهي ما يحب.
أشعريه بالرجولة يشعرك بالأنوثة.
الاحترام المتبادل بينكما أمام الناس يزيد الحب بينكما في المنزل.
البساطة في التعامل تسهل جميـع الأمور.
الصبر دائماً مفتاح الفرج.
إذا قست عليكما الدنيا يوماً فتوجهي إلى الله.
لا تفضلي أبناءك على زوجك.
لقني أبناءك الحب، والاحترام والتفاؤل.
استقبلي زوجك بوجه باش، وودعيه بتشوّق إلى لقائه.
لا تطرحي عليه مشكلاتك وهو مرهق.. بل انتظري حتى يستريح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* حقوق الزوج :
*الطاعة في غير معصية الله تعالى :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا صلّت المرأةُخمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أيّ أبوابالجنة شئت)). [صحيح ابن حبان.
*المبادرة عند طلب الفراش :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت، فبات غضبان، لعنتها الملائكةحتى تصبح)) [البخاري] .
*التجمل وأخذ الزينة :
قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أي النساء خيرٌ ؟ قال: "التي تسُرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولاتخالفه في نفسها ومالها بما يكره)) [أبو داود].
*حفظ نفسها :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا صلّت المرأةُ خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها،قيل لها: ادخلي الجنة من أيّ أبواب الجنة شئت)) .
[صحيح ابن حبان.
*حفظ ماله وولده :
قالصلى الله عليه وسلم : (( والمرأة راعية في بيتها ومسؤولية عنرعيتها)) متفق عليه.
*ألا تدخل أحداً في بيته إلابإذنه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهدإلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه)) [متفق عليه].
معناه أن لا تأذن الزوجة لأحد يكرهه الزوج في دلفظ سيء البيت والجلوس في المنزلسواء كان المأذون له رجلا أجنبيا أو امرأة، أو أحداً من محارم الزوجة، فإنه يتناولجميع ذلك.
*الاستئذان في صيام النافلة إذا كان حاضرا :
لقوله صلى الله عليه وسلم : (( لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه)) [متفق عليه]
*عدم الخروجمن المنزل إلا بإذنه.
قال النووي عند التعليق علىحديث : (( إذَا اسْتَأْذَنَكُمْ نِسَاؤُكُمْ بِاللَّيْلِ إلَىالْمَسْجِدِ فَأْذَنُوا لَهُنَّ )) : ( أُستدل به على أنَّ المرأة لا تخرجمن بيت زوجها إلاَّ بإذنه لتوجه الأمر إلى الأزواج بالإذن ) .
*كيف تكسب زوجتك ؟
*البدءبالسلام عند الدلفظ سيء إلى البيت :
يقول صلى الله عليه وسلم : ((لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولاتؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلامبينكم)) رواه مسلم (54) .
* الابتسامةفي وجه الزوجة :
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم : (( تبسمك فيوجه أخيك لك صدقة ))رواه الترمذي، (1956) . فكيف إذا كانت زوجتك ؟!!
* تطيب الفم عند دلفظ سيءالمنزل :
عن عائشة أنه صلى الله عليه وسلم : ((كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك)) روه مسلم.
* مناداتها باسم مميز :
كان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي ((عائشة)) رضي اللهعنها بـ ((عائش)) .
* أثن عليها إذا فعلت شيئا يستحق الثناء :
قال صلى الله عليه وسلم : ((من لم يشكر الناس لم يشكر الله ))رواه الترمذي .
* تزين لها :
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ((إني أحب أن أتزين للمرأة كما أحب أن تتزينلي)) .
* قدم لها هدية بين الفينة والأخرى :
قال صلى الله عليه وسلم : ((تهادواتحابوا))حسنه ابن حجر .
*ساعدها على أعمال المنزل :
سألت عائشة رضي الله عنها : ((ما كان رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يعمل فيبيته ؟ قالت : كانيخيطثوبه, ويخصف نعله, ويعملما يعمل الرجال فيبيوتهم)).
* غض الطرف عن بعض نقائصها :
قال صلى الله عليه وسلم: (( لا يفرك (أي لا يبغض) مؤمنٌ مؤمنةإن كرِهَ منها خُلُقاً رضي منها آخر ))رواه مسلم .
*حسن الملاطفة والمداعبة :
قال صلى الله عليه وسلم: (( فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك ؟ )) رواه البخاري ،وحتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه - وهو القوي الشديد الجاد في حكمه - كان يقول : (( ينبغي للرجل أن يكون في أهلهكالصبي (أي في الأنس والسهولة) فإن كان في القوم كان رجلا )) .
*استمع إلى نقد زوجتك بصدر رحب :
فقد كان نساء النبي صلى الله عليه وسلم يراجعنه في الرأي، فلا يغضب منهن .
* أحسن إليها :
أشعرها أنكتفضلها على نفسك ، وأنك حريص على إسعادها ، ومحافظ على صحتها ، ومضحٍّ من أجلها ،قال صلى الله عليه وسلم : ((خيركمخيركم لأهله ))رواه الترمذي .
*لا تبخل عليها بالمال ،وأنفق بالمعروف :
قال صلى الله عليه وسلم : (( أفضل الدنانير دينار تنفقه علىأهلك ))رواه مسلم .
*صرح لهابأنك تحبها :
وهل يخفى حب النبيصلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها .
*شاورها في بعض الأمور :
وقد شاورالنبي صلى الله عليه وسلم أم سلمة في صلح الحديبية وأخذ برأيها .
*أعنها علىطاعة الله تعالى :
قال صلى اللهعليه وسلم : ((رحم الله رجلاً قام منالليل ، فصلي وأيقظ امرأته ،فأن أبت نضح في وجهها الماء )) .
*إكرام أهلها وصديقاتها
فزر أهلها وحافظ ولتكن العلاقة كلها مودة واحترام تجاهأهلها ، تقول عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حبه لخديجة رضي الله عنها : (( إن كان ليذبح الشاة فيتتبع بهاصدايقخديجةفيهديها لهن ))رواه الترمذي وصححه الألباني .
* الإيناس والتسلية :
فقد كان من هديه صلي الله عليه وسلم إيناس أزواجه والسهرمعهن ، مع كثرة مشاغله ، وعظم أعبائه صلي الله عليه وسلم .
* أن تأكل وتشرب من المكان الذي أكلتمنه وشربت :
عن عائشة رضي اللهعنها قالت : (( كنت أشرب وأنا حائضثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع في فيشرب وأتعرق العرق وأناحائض ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على موضع فيَّ )) رواه مسلم .
*قبلها أحيانا عند انصرافك من المنزل :
عن عائشة : ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلمكانيقبل بعض نسائهثم يخرج إلى الصلاة ولايتوضأ)) . [ إسناده قوي قاله ابن حجر ].
* مراعاتها في حال التعب خاصة ( الحيض ، الحمل ، النفاس )
فالمرأة تعد مريضة كما يقولالأطباء في مثل هذه الحالات .
*تطييب خاطرها :
فالزوجة تمر بأزمات أو مشكلات وتحتاج إلي أي بسمة حانية ونبرةٍ صافية ، تمسحعنها الآلام ، وتجبر الخاطر المكسور .
*استمع إليها جيدا عندما تتحدث :
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستمع إلى حديث عائشةرضي الله عنها وهي تذكر النسوة اللاتي تعاقدن على الحديث عن أخلاق أزواجهن .
*الثقةبالأهل وعدم الشك بهم ولا تتعامل مع الظنون والأوهام :
قال صلى الله عليه وسلم : (( من يعذرنا من رجل بلغني أذاه في أهل بيتي فو الله ماعلمت من أهلي إلا خيرا ))رواهالبخاري .
*لاتظهر العيوب في الطعام ونحوه :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (( ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلاتركه))رواه البخاري .
* لا تنتقدهاأمام الناس :
عن الزوجة :
تذكرأن الغياب القصير عن الزوجة قد يقوي الرابطة الزوجية ، لكن الغياب الطويل قد يكونمعول هدم لها .
*لا تثير الغيرة في زوجتك :
إياك أن تثير غيرة زوجتك ، بأن تذكِّرها من حين لآخر أنك مقدم على الزواج منأخرى ، أو تبدي إعجابك بإحدى النساء ،أو تقارنها بغيرها من قريباتك ، فإن ذلك يطعنفي قلبها في الصميم .
*إذا حدث خصام بينكما فعليك بما يلي :
- استعذ بالله من الشيطان الرجيم .
- لا توسع دائرة الخلاف بذكر أخطاء قديمة .
- أجل الحديث إلى وقت آخر تكونفيه هادئ .
- إن تبين أنك أنت المخطأ فاعتذر إليها .
- تذكَّر أن ما غضبْتَمنه - في أكثر الأحوال - أمر تافه لا يستحق تعكير صفو حياتكما الزوجية ، ولا يحتاجإلى كل ذلك الانفعال .
* عدِّل سلوكك من حين لآخر :
فليس المطلوب فقط أن تقوم زوجتك بتعديل سلوكها،وتستمر أنت متشبثا بما أنت عليه.
*تجنب قدر المستطاع ما يثير الاخلاف ولو كان مزاحا :
تذكر أن ما بينك وبين زوجتك منروابط ومحبة أسمى بكثير من أن تدنسه بمثل هذه المزحة .
*وائم بين حبك لزوجك وحبك لوالديكوأهلك :
فلا يطغى جانب على جانب ،ولا يسيطر حب على حساب حب آخر .
فأعط كل ذي حق حقه بالحسنى ، والقسطاس المستقيم .
* أشعرهابأنك لن تفرط فيها :
كما حصل منالنبي صلى الله عليه وسلم عندما تحدثت عائشة رضي الله عنها عن قصة أم زرع وزوجهاالذي كان يحسن إليها ولكنه فارقها فالنبي صلى الله عليه وسلم روي عنه أنه قاللعائشة رضي الله عنها عندها : (( كنتلكي كأبي زرع لأم زرع غير أني لا أطلقك )) .
* ولا تكن أنانياً :
لا تكن أنانياً تريد أن تأخذ أكثر مما تعطي ، أو تأخذ كل شيء ولا تعطي شيئاً .
* لا تستعجلفي تصحيح الأخطاء :
هناك عاداتلن تتغير إلا بعد زمن بعيد ، ولا تضخم الصغائر .
* كل ميسر لما خلق له :
فلا تفرض على زوجتك اهتماماتكالشخصية المتعلقة بثقافتك أو تخصصك .
*وازن بين العمل والزوجة :
فلا تجعلها تغار من عملك بانشغالك به أكثر من اللازمولا تجعله يستأثر بكل وقتك، وخاصة في إجازة الأسبوع ، فلا تحرمها منك في وقتالإجازة سواء كان ذلك في البيت أم خارجه ، حتى لا تشعر بالملل والسآمة .
*وفر لهاأدوات الراحة قدر المستطاع :
إنتوفيرك لها وسائل الراحة في الغسل والطبخ ونحوها يجعلها تتفرغ لك ولأولادك .
* إذا كان لهاهوية شجعها وشاركها في إبداء الرأي :
كالبحث العلمي أو الطبخ أو الخياطة ونحوها فشجعها على ذلك ولا تقل : أنالا أفهم ،و حاول أن توفر لها الإمكانات التي تشجعها على المثابرة وتحصيل المعارف .
* الدعاء أنيألف الله بين قلبيكما .
اللهمبارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما على خير .
* أخطاءوتنبيهات
* التقصير في بر الوالدين بعد الزواج .
* قلة الحرص على التوفيق بين الزوجة والوالدين .
* الشك في الزوجة .
* قلة الغيرة على الزوجة .
* الاستهانة بالزوجة .
* التخلي عن القوامة وتسليم القيادة للزوجة .
* أكل مال الزوجة بالباطل .
* قلة الحرص على تعليم المرأة أمر دينها .
* التقتير على الزوجة .
* مفاجأة الزوجة بعدطول الغياب .
* كثرة لوم الزوجة وانتقادها .
* قلة الشكر والتشجيع للزوجة .
* كثرة الخصومة مع الزوجة .
* طول المقاطعةوالهجران للزوجة بلا داع.
* إطالة المكث خارج المنزل وقلةالجلوس مع الأهل .
* سوء العشرة مع الزوجة .
* قلة الاعتداد بالتجمل للزوجة .
* قلة الاهتمام بقول الدعاء الوارد حال إتيان الزوجة .
* قلة المراعاة لآداب الجماع وحِكَمه .
* إفشاء سر الفراش .
* الجهل بعوارض المرأة الطبيعية .
* إتيان الزوجة حال حيضها .
* إتيان الزوجة في دبرها .
* ضرب الزوجة بلامسوغ .
* فساد القصد من التعدد .
* ترك العدل بين الزوجات .
* الاستعجال في شأن الطلاق .
* ترك الطلاق بعداستحالة الإصلاح والوفاق .
* ذم الزوجة بعدفراقها .
* إضاعة الأولاد بعد طلاق الزوجة .
* قلة الوفاء للزوجة .
* قلة القناعة ، والتطلعُ إلى غير الزوجة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسرة السعيدة
حقوق الزوجين
جعل الإسلام لكل من الزوجين حقوقًا كما جعل عليه واجبات، يجب أن يعلمها خير عِلم، حتى يؤدي ما عليه من واجب خير أداء، ويطلب ما له من حق بصورة لائقة، وإذا علم الزوج والزوجة ما له وما عليه، فقد ملك مفتاح الطمأنينة والسكينة لحياته، وتلك الحقوق تنظم الحياة الزوجية، وتؤكد حسن العشرة بين الزوجين، ويحسن بكل واحد منهما أن يعطى قبل أن يأخذ، ويفي بحقوق شريكه باختياره؛ طواعية دون إجبار، وعلى الآخر أن يقابل هذا الإحسان بإحسان أفضل منه، فيسرع بالوفاء بحقوق شريكه كاملة من غير نقصان.
حقوق الزوجة:
للزوجة حقوق على زوجها يلزمه الوفاء بها، ولا يجوز له التقصير في أدائها، قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف} [البقرة: 228] .
وهذه الحقوق هي:
1- النفقة: أوجب الإسلام على الرجل أن ينفق على زوجته من ماله وإن كانت ميسورة الحال، فيوفر لها الطعام والشراب والمسكن والملبس المناسب بلا تقصير ولاإسراف، قال تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما أتاها} [الطلاق:7]. وقال: {وأسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن} [الطلاق: 6].
وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في النفقة على الزوجة والأبناء، فقال صلى الله عليه وسلم: (دينار أنفقتَه في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك)_[مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها (أي: يبتغى بها وجه الله ورضاه) كانت له صدقة) [متفق عليه].
وإذا أنفقت المرأة من مال زوجها في سبيل الله من غير إفساد ولا إسراف، كان ذلك حسنة في ميزان زوجها، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها -غير مفسدة- كان لها أجرها بما أنفقتْ، ولزوجها أجره بما كسب [مسلم].
وللزوجة أن تأخذ من مال زوجها -من غير إذنه- ما يكفيها، إذا قصر في الإنفاق عليها وعلى أبنائها، ولا تزيد عن حد الكفاية. فقد سألتْ السيدة هند بنت عتبة -رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان (زوجها) رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم، فقال صلى الله عليه وسلم: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) [متفق عليه] .
2- حسن العشرة: يجب على الرجل أن يدخل السرور على أهله، وأن يسعد زوجته ويلاطفها، لتدوم المودة، ويستمر الوفاق. قال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} [النساء: 19] .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم نموذجًا عمليّا لحسن معاشرة النساء، فكان يداعب أزواجه، ويلاطفهن، وسابق عائشة -رضي الله عنها- فسبقتْه، ثم سابقها بعد ذلك فسبقها، فقال: (هذه بتلك) [ابن ماجه] وقال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) [ابن ماجه] .
وقال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وألطفهم بأهله)_الترمذي]، وتقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في مهنة أهله (أي: يساعدهن في إنجاز بعض الأعمال الخاصة بهن)، فإذا سمع الأذان خرج. [البخاري، وأبوداود].
ولحسن العشرة بين الزوجين صور تؤكِّد المحبة والمودة، وهي:
- السماح للزوجة بالتعبير عن رأيها: فالحياة الزوجية مشاركة بين الزوجين، والرجل يعطي زوجته الفرصة لتعبر عن رأيها فيما يدور داخل بيتها، وهذا مما يجعل الحياة بين الزوجين يسيرة وسعيدة. ويجب على الرجل أن يحترم رأي زوجته، ويقدره إذا كان صوابًا، وإن خالف رأيه. فذات يوم وقفت زوجة عمر بن الخطاب لتراجعه (أي تناقشه) -رضي الله عنهما- فلما أنكر عليها ذلك، قالت: ولِمَ تنكر أن أراجعَك؟ فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجِعْنه. [البخاري].
ولما طلب النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة أن يتحللوا من العمرة ليعودوا إلى المدينة (وكان ذلك عقب صلح الحديبية سنة ست من الهجرة)، تأخر المسلمون في امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا محزونين من شروط صلح الحديبية، وعدم تمكنهم من أداء العمرة في ذلك العام، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سلمة -رضي الله عنها- فذكر لها ما لقى من الناس، فقالت أم سلمة: يا رسول الله. أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدًا منهم، حتى تنحر بُدْنَك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، فلما رأى المسلمون ما صنع النبي صلى الله عليه وسلم زال عنهم الذهول، وأحسوا خطر المعصية لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقاموا ينحرون هَدْيهَم، ويحلق بعضهم بعضًا، وذلك بفضل مشورة أم سلمة.
-التبسم والملاطفة والبر: يجب على الرجل أن يكون مبسوط الوجه مع أهله، فلا يكون متجهمًا في بيته يُرهب الكبير والصغير، بل يقابل إساءة الزوجة بالعفو الجميل، والابتسامة الهادئة مع نصحها بلطف، فتسود المحبة تبعًا لذلك ويذهب الغضب.
فعن معاوية بن حيدة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: (أن تطعمها إذا طعمتَ، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه ولا تقبح (أي: لا تقل لها: قبحك الله)، ولا تهجر إلا في البيت)
[أبو داود، وابن حبان]، وقال صلى الله عليه وسلم: (استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج ما في الضِّلَع أعلاه؛ فإن ذهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج) [متفق عليه] .
3- تحصين الزوجة بالجماع: الجماع حق مشترك بين الزوجين، يستمتع كل منهما بالآخر، فبه يعف الرجل والزوجة، ويبعدا عن الفاحشة، ويُؤْجرا في الآخرة. وللزوجة على الرجل أن يوفيها حقها هذا، وأن يلاطفها ويداعبها، وعلى المرأة مثل ذلك.
وقد اجتهد بعض العلماء؛ فقالوا: إنه يستحب للرجل أن يجامع زوجته
مرة -على الأقل- كل أربع ليال، على أساس أن الشرع قد أباح للرجل الزواج بأربع نسوة، ولا يجوز للرجل أن يسافر سفرًا طويلاً، ويترك زوجته وحيدة، تشتاق إليه، وترغب فيه. فإما أن يصطحبها معه، وإما ألا يغيب عنها أكثر من أربعة أشهر.
4- العدل بين الزوجات: من عظمة التشريع الإسلامي، ورحمة الله بعباده المؤمنين، ومنعًا للفتنة وانتشار الفاحشة، ورعاية للأرامل اللاتي استشهد أزواجهن، وتحصينًا للمسلمين، أباح الإسلام تعدد الزوجات، وقصره على أربع يَكُنَّ في عصمة الرجل في وقت واحد، والمرأة الصالحة لا تمنع زوجها من أن يتزوج بأخرى، إذا كان في ذلك إحصان له، أو لمرض أصابها، أو لرعاية أرملة، أو لمجابهة زيادة عدد النساء في المجتمع عن عدد الرجال، فإذا تزوج الرجل بأكثر من واحدة فعليه أن يعدل بينهن، قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم} [النساء: 3].
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من لا يتحرى العدل بينهن، فقال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له امرأتان، يميل مع إحداهما على الأخرى، جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط) [الترمذي]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعدل بين زوجاته، حتى إنه كان يقرع بينهن عند سفره. [البخاري] .
والعدل بين الزوجات يقتضي الإنفاق عليهن بالتساوي في المأكل والمشرب، والملبس والمسكن، والمبيت عندهن، أما العدل بينهن في الجانب العاطفي، فذلك أمر لا يملكه الإنسان، فقد يميل قلبه إلى إحدى زوجاته أكثر من ميله للأخرى، وهذا لا يعنى أن يعطيها أكثر من الأخريات بأية حال من الأحوال.
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) [أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه]. وفي ذلك نزل قوله تعالى: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة} [النساء: 129] .
5- المهر: وهو أحد حقوق الزوجة على الزوج، ولها أن تأخذه كاملا، أو تأخذ بعضه وتعفو عن البعض الآخر، أو تعفو عنه كله، وقد ورد فيما سبق تفصيلاً.
حقوق الزوج:
يمثل الرجل في الأسرة دور الربان في السفينة، وهذا لا يعني إلغاء دور المرأة، فالحياة الزوجية مشاركة بين الرجل والمرأة، رأس المال فيها المودة والرحمة، والرجل عليه واجبات تحمل أعباء الحياة ومسئولياتها، وتحمل مشكلاتها، وكما أن للمرأة حقوقًا على زوجها، فإن له حقوقًا عليها، إذا قامت بها سعد وسعدت، وعاشا حياة طيبة كريمة، قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم} [البقرة: 228] .
وقد سألت السيدة عائشة -رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: أي الناس أعظم حقًّا على المرأة؟ قال: (زوجها)، فقالت: فأي الناس أعظم حقًّا على الرجل؟ قال: (أمه) [الحاكم، والبزار].
وللرجل على المرأة حق القوامة، فعلى المرأة أن تستأذن زوجها في الخروج من البيت، أو الإنفاق من ماله، أو نحو ذلك، ولكن ليس للزوج أن يسيء فهم معنى القوامة، فيمنع زوجته من الخروج، إذا كان لها عذر مقبول، كصلة الرحم أو قضاء بعض الحاجات الضرورية. فما أكرم النساء إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم.
والقوامة للرجل دون المرأة، فالرجل له القدرة على تحمل مشاق العمل، وتبعات الحياة، ويستطيع أن ينظر إلى الأمور نظرة مستقبلية، فيقدم ما حقه التقديم، ويؤخر ما حقه التأخير، قال تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} [النساء: 34] .
ومن الحقوق التي يجب على الزوجة القيام بها تجاه زوجها:
1-الطاعة:
أوجب الإسلام على المرأة طاعة زوجها، ما لم يأمرها بمعصية الله تعالى، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقد أعدَّ الله تعالى لها الجنة إذا أحسنت طاعته، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا صلَّت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت) [أحمد، والطبراني].
وقال أيضًا: (أيما امرأة ماتت، وزوجها عنها راضٍ؛ دخلت الجنة) [ابن ماجه]. وروى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله. أنا وافدة النساء إليك؛ هذا الجهاد كتبه الله على الرجال، فإن يصيبوا أجروا، وإن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، ونحن -معشر النساء- نقوم عليهم، فما لنا من ذلك؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (أبلغي من لقيت من النساء أن طاعة الزوج، واعترافًا بحقه يعدل ذلك (أي: يساويه (وقليل منكن من يفعله) [البزار، والطبراني].
2- تلبية رغبة الزوج في الجماع:
يجب على المرأة أن تطيع زوجها إذا طلبها للجماع، درءًا للفتنة، وإشباعًا للشهوة، قال صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم من امرأة ما يعجبه فليأتِ أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه) [مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا : (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فلم تأته، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح) [البخاري، ومسلم، وأحمد].
ولا طاعة للزوج في الجماع إذا كان هناك مانع شرعي عند زوجته، ومن ذلك :
- أن تكون المرأة في حيض أو نفاس .
- أن تكون صائمة صيام فرض؛ كشهر رمضان، أو نذر، أوقضاء، أو كفارة، أما في الليل فيحل له أن يجامعها؛ لقوله تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة: 187] .
- أن تكون مُحْرِمَة بحج أو عمرة .
أن يكون قد طلب جماعها في دبرها
ما يحلّ للرجل من زوجته في فترة حيضها:
يحرم على الرجل أن يجامع زوجته وهي حائض؛ لقوله تعالى: {فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن} [البقرة: 222]، ويجوز للرجل أن يستمتع بزوجته فيما دون فرجها.
وعن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر إحدانا إذا كانتْ حائضًا أن تأتزر ويباشرها فوق الإزار. [مسلم]. فإذا جامع الرجل زوجته وهي حائض، وكان عالمًا بالتحريم، فقد ارتكب كبيرة من الكبائر، عليه أن يتوب منها، وعليه أن يتصدق بدينار إن كان الوطء في أول الحيض، وبنصف دينار إن كان في آخره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا واقع الرجل أهله، وهي حائض، إن كان دمًا أحمر فليتصدَّقْ بدينار، وإن كان أصفر فليتصدَّقْ بنصف دينار)_[أبو داود، والحاكم]. ويقاس النفاس على الحيض.
3- التزين لزوجها:
حيث يجب على المرأة أن تتزين لزوجها، وأن تبدو له في كل يوم كأنها عروس في ليلة زفافها، وقد عرفت أنواع من الزينة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ كالكحل، والحناء، والعطر. قال صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالإثمد، فإنه يجلو البصر، وينبت الشعر) [الترمذي، والنسائي].
وكانت النساء تتزين بالحلي، وترتدي الثياب المصبوغة بالعُصْفُر (وهو لون أحمر)، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ألا يدخل أحدهم على زوجته فجأة عند عودته من السفر؛ حتى تتهيأ وتتزين له، فعن جابر-رضي الله عنه -أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يَطْرُقَ الرجل أهله ليلاً.
[متفق عليه].
وما أبدع تلك الصورة التي تحكيها إحدى الزوجات، فتقول: إن زوجي رجل يحتطب (يقطع الأخشاب، ويجمعه من الجبل، ثم ينزل إلى السوق فيبيعها، ويشترى ما يحتاجه بيتنا)، أُحِسُّ بالعناء الذي لقيه في سبيل رزقنا، وأحس بحرارة عطشه في الجبل تكاد تحرق حلقي، فأعد له الماء البارد؛ حتى إذا قدم وجده، وقد نَسَّقْتُ متاعي، وأعددت له طعامه، ثم وقفتُ أنتظره في أحسن ثيابي، فإذا ولج (دخل) الباب، استقبلته كما تستقبل العروسُ الذي عَشِقَتْهُ، فسلمتُ نفسي إليه، فإن أراد الراحة أعنته عليها، وإن أرادني كنت بين ذراعيه كالطفلة الصغيرة يتلهى بها أبوها. وهكذا ينبغي أن تكون كل زوجة
مع زوجها. فعلى المرأة أن تَتَعَرَّف الزينة التي يحبها زوجها، فتتحلى بها، وتجود فيها، وعليها أن تعرف ما لا يحبه فتتركه إرضاءً وإسعادًا له، وتتحسَّس كل ما يسره في هذا الجانب.
4- حق الاستئذان:
ويجب على المرأة أن تستأذن زوجها في أمور كثيرة منها صيام التطوع، حيث يحرم عليها أن تصوم بغير إذنه، قال صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي: حاضر) إلا بإذنه، ولا تأذن في بيته إلا بإذنه) [متفق عليه]. وقال صلى الله عليه وسلم أيضًا: (ومن حق الزوج على الزوجة ألا تصوم إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت ولا يقبل منها) [الطبراني]. ولا يجوز للمرأة أن تأذن في بيت زوجها إلا بإذنه، ولا أن تخرج من بيتها لغير حاجة إلا بإذنه.
عن ابن عباس وابن عمر قالا: أتت امرأة من خثعم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أيِّم (لا زوج لي)، وأريد أن أتزوج، فما حق الزوج؟ قال: (إن حق الزوج على الزوجة: إذا أرادها فراودها وهي على ظهر بعير لا تمنعه، ومن حقه ألا تعطي شيئًا من بيته إلا بإذنه، فإن فعلتْ كان الوزر عليها، والأجر له، ومن حقه ألا تصوم تطوعًا إلا بإذنه، فإن فعلت جاعت وعطشت، ولم يُتقبَّل منها، وإن خرجت من بيتها بغير إذنه لعنتها الملائكة حتى ترجع إلى بيته أو أن تتوب) [البيهقى، والطبراني].
5- المحافظة على عرضه وماله:
يجب على المرأة أن تحافظ على عرضها، وأن تصونه عن الشبهات، ففي ذلك إرضاء للزوج، وأن تحفظ مال زوجها فلاتبدده، ولاتنفقه في غير مصارفه الشرعية، فحسن التدبير نصف المعيشة، وللزوجة أن تنفق من مال زوجها بإذنه. عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها -غير مفسدة- كان لها أجرها بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كسب. [مسلم].
6- الاعتراف بفضله:
يسعى الرجل ويكدح؛ لينفق على زوجته وأولاده، ويوفر لهم حياة هادئة سعيدة، بعيدة عن ذل الحاجة والسؤال، والرجل يحصن زوجته بالجماع، ويكفيها مئونة مواجهة مشاكل الحياة؛ ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أمرت أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، من عظم حقه عليها) [أبو داود، والترمذي، وابن حبان].
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم النساء أن يجحدن فضل أزواجهن، فقال صلى الله عليه وسلم: (اطلعتُ في النار، فإذا أكثر أهلها النساء؛ يكفرن العشير، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط) [البخاري]. ولا يخفى على الزوجة عظم فضل زوجها عليها، فعليها أن تديم شكره والثناء عليه؛ لتكون بذلك شاكرة لله رب العالمين.
7- خدمة الزوج:
الزوجة المسلمة تقوم بما عليها من واجبات، تجاه زوجها وبيتها وأولادها وهي راضية، تبتغي بذلك رضا ربِّها تعالى، فقد كانت أسماء بنت أبي بكر تخدم زوجها الزبير بن العوام -رضي الله عنه- في البيت، وكان له فرس، فكانتْ تقوم على أمره.
كما كانت فاطمة -رضي الله عنها، بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقوم بالخدمة في بيت علي بن أبي طالب زوجها، ولم تستنكف عن القيام باحتياجاته، ولما طلبت من رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا يعينها على شئون البيت، ولم يكن ذلك متوفرًا، أمرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن تذكر الله إذا أوت إلى فراشها، فتسبح وتحمد وتكبر، فهذا عون لها على ما تعانيه من مشقة.
وهذا الحق من باب الالتزام الديني، وليس حقًّا قضائيًّا، وعلى هذا نصَّ الشافعي وأحمد وابن حزم وغيرهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جعل الإسلام لكل من الزوجين حقوقًا كما جعل عليه واجبات، يجب أن يعلمها خير عِلم، حتى يؤدي ما عليه من واجب خير أداء، ويطلب ما له من حق بصورة لائقة، وإذا علم الزوج والزوجة ما له وما عليه، فقد ملك مفتاح الطمأنينة والسكينة لحياته، وتلك الحقوق تنظم الحياة الزوجية، وتؤكد حسن العشرة بين الزوجين، ويحسن بكل واحد منهما أن يعطى قبل أن يأخذ، ويفي بحقوق شريكه باختياره؛ طواعية دون إجبار، وعلى الآخر أن يقابل هذا الإحسان بإحسان أفضل منه، فيسرع بالوفاء بحقوق شريكه كاملة من غير نقصان.
حقوق الزوجة:
للزوجة حقوق على زوجها يلزمه الوفاء بها، ولا يجوز له التقصير في أدائها، قال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف} [البقرة: 228] .
وهذه الحقوق هي:
-1 النفقة: أوجب الإسلام على الرجل أن ينفق على زوجته من ماله وإن كانت ميسورة الحال، فيوفر لها الطعام والشراب والمسكن والملبس المناسب بلا تقصير ولا إسراف، قال تعالى: {لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما أتاها} [الطلاق:7]. وقال: {وأسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن} [الطلاق: 6].
وقد رغب النبي r في النفقة على الزوجة والأبناء، فقال r: (دينار أنفقتَه في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك)_[مسلم]. وقال r أيضًا: (إذا أنفق الرجل على أهله نفقة وهو يحتسبها (أي: يبتغى بها وجه الله ورضاه) كانت له صدقة) [متفق عليه].
وإذا أنفقت المرأة من مال زوجها في سبيل الله من غير إفساد ولا إسراف، كان ذلك حسنة في ميزان زوجها، عن عائشة tا قالت: إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها -غير مفسدة- كان لها أجرها بما أنفقتْ، ولزوجها أجره بما كسب [مسلم].
وللزوجة أن تأخذ من مال زوجها -من غير إذنه- ما يكفيها، إذا قصر في الإنفاق عليها وعلى أبنائها، ولا تزيد عن حد الكفاية. فقد سألتْ السيدة هند بنت عتبة tا رسول الله r، فقالت: يا رسول الله، إنَّ أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم، فقال r: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) متفق عليه
2)حسن العشرة: يجب على الرجل أن يدخل السرور على أهله، وأن يسعد زوجته ويلاطفها، لتدوم المودة، ويستمر الوفاق. قال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا} [النساء: 19] .
وقد كان النبي r نموذجًا عمليّا لحسن معاشرة النساء، فكان يداعب أزواجه، ويلاطفهن، وسابق عائشة tا فسبقتْه، ثم سابقها بعد ذلك فسبقها، فقال: (هذه بتلك) [ابن ماجه] وقال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) [ابن ماجه] .
وقال r: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وألطفهم بأهله)_الترمذي]، وتقول السيدة عائشة tا: كان النبي rيكون في مهنة أهله (أي: يساعدهن في إنجاز بعض الأعمال الخاصة بهن)، فإذا سمع الأذان خرج. [البخاري، وأبوداود].
ولحسن العشرة بين الزوجين صور تؤكِّد المحبة والمودة، وهي:
- السماح للزوجة بالتعبير عن رأيها: فالحياة الزوجية مشاركة بين الزوجين، والرجل يعطي زوجته الفرصة لتعبر عن رأيها فيما يدور داخل بيتها، وهذا مما يجعل الحياة بين الزوجين يسيرة وسعيدة. ويجب على الرجل أن يحترم رأي زوجته، ويقدره إذا كان صوابًا، وإن خالف رأيه.
فذات يوم وقفت زوجة عمر بن الخطاب لتراجعه (أي تناقشه) -tا- فلما أنكر عليها ذلك، قالت: ولِمَ تنكر أن أراجعَك؟ فوالله إن أزواج النبي r ليراجِعْنه. [البخاري].
ولما طلب النبي r من الصحابة أن يتحللوا من العمرة ليعودوا إلى المدينة (وكان ذلك عقب صلح الحديبية سنة ست من الهجرة)، تأخر المسلمون في امتثال أمر النبي r، وقد كانوا محزونين من شروط صلح الحديبية، وعدم تمكنهم من أداء العمرة في ذلك العام، فدخل النبي r على أم سلمة tا فذكر لها ما لقى من الناس، فقالت أم سلمة: يا رسول الله. أتحب ذلك؟ اخرج، ثم لا تكلم أحدًا منهم، حتى تنحر بُدْنَك، وتدعو حالقك فيحلقك. فخرج فلم يكلم أحدًا منهم حتى فعل ذلك، فلما رأى المسلمون ما صنع النبي r زال عنهم الذهول، وأحسوا خطر المعصية لأمر النبي r، فقاموا ينحرون هَدْيهَم، ويحلق بعضهم بعضًا، وذلك بفضل مشورة أم سلمة.
-التبسم والملاطفة والبر: يجب على الرجل أن يكون مبسوط الوجه مع أهله، فلا يكون متجهمًا في بيته يُرهب الكبير والصغير، بل يقابل إساءة الزوجة بالعفو الجميل، والابتسامة الهادئة مع نصحها بلطف، فتسود المحبة تبعًا لذلك ويذهب الغضب.
فعن معاوية بن حيدة t قال: قلت: يا رسول الله! ما حق زوجة أحدنا ع