[size=21]حسن المظهر وجمال المنظر سمة من سمات المؤمن لا تفارقه وخلق من أخلاق المسلم لا يغادره*. انه جزء من شطر الإيمان كما قال النبي* »صلي الله عليه وآله وسلم*« الطهور شطر الايمان*. وظاهر المرء يخبر عن علمه وحكمته وصلاحه وقدره*.. والتجمل من تعاليم الإسلام الذي ينشد لافراده جمال الهيئة والمنزلة*. وبما ان الإسلام دين النظافة فهي الدرع الواقي من الاعداء خاصة الأوبئة التي انتشرت هذه الأيام*. ومع ذلك نجد بعض مظاهر السلبية والاتكال في العناية والاهتمام بالنظافة مما يعرض حياة المسلمين للخطر لسوء الفهم والخلط بين المعني الحقيقي للتوكل علي الله في مواجهة أمور المسلم وبين الاتكال المذموم شرعا والمؤدي إلي عواقب لا يعلم مداها إلا الله*. *< <
كتبت نادية زين العابدين*:
يقول د.مصطفي مراد الاستاذ* بجامعة الأزهر*.. التجمل من تعاليم الإسلام وقد أمر الله به عباده المؤمنين قال تعالي*: »يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين*. قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق كل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون*«.
فجمال المظهر والثياب ونظافتها لا يعني المغالاة والكبر فالكبر انما ينبع من الباطن قال رسول الله* »صلي الله عليه وآله وسلم*« ان الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة*« هذا بالنسبة إلي نظافة الفرد الشخصية وهناك نظافة وتجميل البيوت واحسان ترتيبها وتنظيف المساجد والشوارع وخلوها من الاذي فهذه أمور يلزم علي الناس اداؤها وعدم التهاون في المحافظة عليها*.
يقول النبي* »صلي الله عليه وآله وسلم*« عرضت عليّ* أعمال أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن أعمالها الأذي يماط عن الطريق ووجدت مساوئ أعمالها النخامة تكون في المساجد لا تدفن*.. فالحرص علي نظافة* المجتمعات واماكن جلوس الناس وتعبهم وراحتهم ضروري لذا أمرنا النبي* »صلي الله عليه وآله وسلم*« ذلك فقال أعزل الأذي عن طريق المسلمين*«.. ولكنا* للأسف ابتلينا بتصرفات وسلوكيات* غريبة علي ديننا وعاداتنا اما القذارة والقبح والدمامة واما الوسوسة في النظافة والطهارة والمبالغة في التجميل والعناية الزائدة بالزينة والتزويق حتي تضيع الأوقات وتنسي القضايا الكبري*. ورحمة الله علي شيخنا الغزالي حيث قال*: ان صحة الأجسام وجمالها من الأمور التي وجه إليها الإسلام العناية واعتبرها من* صميم رسالته ولن يكون الشخص راجحا في ميزان الإسلام محترم الجانب الا إذا تعهد جسمه ومطعمه ومشربه بالتنظيف وقد امتد هذا التجمل من المسلمين إلي بيوتهم وطرقهم فالإسلام نبه إلي تخلية البيوت من القمامة والفضلات حتي لا تكون مرتعا للحشرات ومصدرا للعلل والأمراض*.
سلوكيات سلبية
ويضيف الكاتب الإسلامي عبدالله* المصري قائلا ان من أسباب عدم النظافة التي تفشت في المجتمعات الإسلامية الآن الا تكال والفهم الخاطيء للآية القرآنية* »قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا*«.. مع ان الإسلام أرشد إلي التماس العناية بالنظافة واتخاذ الاسباب فعند المرض لابد ان يزور المريض الطبيب واخذ الدواء* قال رسول الله* »صلي الله عليه وآله وسلم*« ما انزل الله من داء الا انزل معه دواء وحرم الإسلام الالتجاء إلي الخرافات في طلب الشفاء فلكل علم أهل يحسنونه،* يجب الاستماع إليهم أما الذين يقحمون أنفسهم فيما لا ينفعهم فلا يصح للمسلمين ان يصدقوهم*.. وعلي الجانب الآخر رغم التحذيرات الا اننا نجد البعض من الناس يشرب من الاسبلة والقلل في الشوارع والطرقات دون حذر ويستعمل ادوات الغير والسلام باليد والتقبيل ومخالطة المرضي دون وقاية بدعوي الاتكال علي الله وهذا هو الاتكال المذموم شرعا والمنهي عنه لانه يضر والاسلام لم يشرع أي ضرر للنفس البشرية*.
ليس توكلا
وحول الفرق بين التوكل علي الله* والاتكال يحدثنا د.أحمد عمر هاشم* الاستاذ بجامعة الأزهر قائلا التوكل الحقيقي يستلزم الأخذ بالأسباب ومباشرة العمل في الحياة والثقة بان الله هو الذي يأتي بالخير ويدفع الشر*. فالتوكل علي الله بهذا المعني يحقق لصاحبه الخير والرزق ويكون الله عونا للمتوكل في كل أمور حياته لقوله تعالي*: »ومن يتوكل علي الله فهو حسبه*« كما يحقق للمتوكل قوة روحية فلا يضعف ولا يذل لبشر لانه معتمد علي خالق القوي والقدر*.
قال رسول الله* »صلي الله عليه وآله وسلم*« من سره ان يكون أقوي الناس فليتوكل علي الله*«. ويحقق التوكل علي الله الأمن للنفس والرضا فلا يتألم ولا يتضرر ان فاته خير أو نزل به ضر بل يأخذ بالاسباب ويعتمد علي خالقه راضيا بقضاء الله واثقا من ان ما أراده الله هو الخير فلا يؤرقه أمل ضاع ولا رزق فات*.. وليس من التوكل ترك العمل والاهمال وترك الحذر عند انتشار الأمراض فقد سأل اعرابي النبي* »صلي الله عليه وآله وسلم*« عن ثقته في الله قائلا*: اعقلها وأتوكل أم أطلقها واتوكل يقصددابته،* قال* »صلي الله عليه وآله وسلم*« اعقلها وتوكل علي الله*. فهذه لا مبالاة وسلبية تضر الإنسان نفسه وأسرته ومن حوله ويجر المصائب علي الجميع*. فعلينا في مثل هذه الظروف ان نتكاتف وان يأخذ الجميع بالأسباب من نظافة وتطهر في الأجسام والبيوت والمساجد والمدارس والمصالح والعناية بالأولاد وتنبيههم إلي هذه الدواعي الصحية دون ضجر أو سخط علي أقدار الله ودون هلع أو صراخ أو عويل فهذه أمور بسيطة بأيدينا نحافظ علي أمننا وراحتنا وهذه تعاليم ديننا منذ *٤١ قرنا من الزمان واخذا بالأسباب والله هو الواقي والشافي من قبل ومن بعد[/size]